بالكاد يذكر اسمها, فالشهر القادم ستنهي عملها , بالكاد يعرف عنوانها فهو لا يدفع لها مصاريف السفريات, بالكاد يعرف ما هي مؤهلاتها وثقافتها, لانها تعمل وفق ثقافته, بالكاد يذكر متى خرجت لعطلة مرضية او رسمية فالعطل ليس على رزنامته, بالكاد يدفع لها اجرها فهي تعتاش ب15 شيكل للساعة...مبلغ دون الحد الادنى
30.4.09
27.4.09
كان بين اللوز
كوبر, اللوز يشير الى المكان , ليس هناك اي حاجة الى لافتة لتشير الى ذلك او لافتة ترحب بك في كوبر فاللوز يفعل.
وجدنا انفسنا في كوبر انا وعامر بعد ان قال لي ان الاسبوع القادم
ستكون ذكرى وفاة الاديب الفلسطيني حسين البرغوثي فلنذهب لنزوره ونتلقى الحكمة من ظلال اللوز .
تاكسي اصفر يخترق بلونه إخضرار المظهر وهدوء كوبر بضجيج وعجقة رام اللة . ننزل في وسط البلد وهناك يسأل عامر عن قبر حسين البرغوثي! كم هو غريب ان تكون في وسط البلد وتسأل عن مكان قبر...
وخاصة في هذا الزمن بالكاد نعرف اين بيوت الاحياء. ولكن لكوبر قوانينها فلم تبدو الغرابة من السؤال على وجه احد من الاشخاص الذين سألناهم ! هناك على التل قالو. وسرنا في طريق اختلط فية اللوز مع كل شيء فاختلط أخضره مع أحمر كُتب على الحائط ليمجد اخر الشهداء, والنسيم يداعب اوراق اللوز ليغيظ هدوء المكان وكأنه يمارس الجنس في مكان عام.
كان واضحاً اننا وصلنا متأخرين, حبات اللوز بدأت تتيبس ملمسها يقسو , كأنها تعاقب بقساوة من تأخر على زيارتها وتحرمه من لذة اللوز! وعند إنعطاف الطريق وعلى يساره, كانت شامخةً لوزة خضراء اغصانها عالية أبت ان تحمل أغصان منخفضة ...جذعها الغليظ يخرج من الارض ويميل نحو الغروب ويعود شامخا شرقا متفرعاً كالمقلاع او كإشارة النصر.
وعلى منخفض سنسلة من سيعة حجارة كان قد بناها ابو حسين البرغوثي يرقد في قبره حسين البرغوثي . " ان زرتني سأكون بين اللوز" هكذا كتب على مرقدة ... دلالة على وجوده في المكان وخارجه . فما انا دخلت كوبر اخذت ادندن في مخيلتي اغنية جاي الحمام والتقط الصور وعامر يلقط لنا اللوز ويردد ويدندن ... يا راكبين الجمل كثرت صحاريكم... وكأن حسين يدعونا ان نغنيه ونحن في ضيافته...
قَبر حسين البرغوثي بالقرب من اللوزه في حاكورة بيتهم كان لأن كلاهما اراد الاستمرارية, فهو بقي بقربها ليريها ان الموت مرحلة... ام بقي بقربها كالعاشق المخلص الذي لا يترك محبوبته مهما شائت الظروف والصدف...فقد يؤنس وحدتها ويقرأ بقربها... وها هي اليوم تغطيه بظلها تارة وتلحفه بالزهور تارة وبأوراقها تاره اخرى...
على يساره مدفون مدفون والده جميل البرغوثي شاهد العصر الذي ترك الاثر الكبير في حياة حسين البرغوثي... وكان له الاثر الاكبر في صقل شخصيته حتى بعد ممات ابو حسين.
بعد ان استرسلنا من قصائدة ومسرحياته ذهبنا لنطمئن على حال ام حسين والدته..
كانت في المطبخ تعد غذائها, طرحنا السلام وعرفنا بأنفسنا, وفرحت كثيراً عندما علمت مقصد زيارتنا ... وقالت انه لمن الجميل ان احبائه ما زالو يزورنهم, وادخلتنا الى البيت وعرضت علينا ان نتناول الغذاء بمعيتها فأقترحنا عليها اننا نكتفي بفنجان شاي بجانب القبر لتحدثينا عن حسين. من مطبخها المتواضع المليء بالحب ...بدائت تحدثنا عن حسين الابن... عن حلمه واصراره على اكمال تعليمه هو واخوانه..
خرجنا لنشرب الشاي بظلال شجرة اللوز الى جاانب حسين.. شاي بالنعنع من ايدين ام حسين. بدأت حديثها ان الكبر اثقلها من جيل شارون قالت ساخرة 72عاما , مما منعها من التعشيب حول القبر ولكن رغم ذلك فانها لا تزال تجلس بالقرب منه بين الحين والاخر تلقي قصائده واغاني شعبية...فاخذت تحكي لنا من قصائدة بلهجتها العاميه واهازيج كانت قد حفظتها من عمها وهي طفلة... وعن حلمها في تسجيل هذة القصائد والاغاني على كاسيت لتبقى جزء من التراث الذي يجب ان نحافظ عليه. دهشتني ذاكرة الحجة ام حسين تحفظ الكثير من الاحداث والقصائد والاشعار. حدثنا عن ايام حسين الاخيرة قبل وفاته... وعن اصدقائه الذين لم يتركوه. ولومتني اني تأخرت كثيرأ في زيارتي فقد كان علي ان اتي واصور اللوزة وهي تعطي ظلا مزهر على القبر فقد قالت لي انة كان منظر جميل وجدير ان يخلد كقصائد حسين.
كم هي جبارة ام حسين , فقد ذاقت المر كثيراً فقد ابنها وزوجها وفلسطين ولكنها انسانة تحب جمال الحياة وبساطتها . وها هي شامخة كشجرة لوز دائمة الزهر
17.4.09
يوم الاسير يتيم
" من زنزانتي الواسعة, الواسعة بصمودكم معي.. بقلوبكم الكبيرة التي تصلي لأجلي ابعث لكم بباقة ورد الامل مقيدة بسلسلة من زهرة العليق قد نبت على الجدار الخارجي والتفت على قضبان النافذة الصغيرة لزنزانة اخرى كنت قد تقاسمتها مع اخوتي قبل ادخالي الى العزل.
احييكم على مهرجانات الدعم ومسيرات التواصل معي ومع اخوتي الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال...
وجودكم خارج الزنزانة هو استمرار لدعم القضية ووضعها على سلم اوليات العالم اجمع. وخاصة في يوم الاسير الفلسطيني.
اود ان اشكركم على ايصالكم لرسالة التعزية لوالدة رفيقنا الشهيد اياد الذي توفي في زنازنتة الشهر الماضي...
اطمئنكم اننا بخير..والضربة التي لا تقتلنا تقوينا.. وان قتلتنا فإنها تقوي الاخرين منا... وهذا بفضل جهودكم ضد تعذيبنا وضد ممارسات الاحتلال التعسفية...
وكما اود ان ابعث سلا..."
كان هذا جزء من رسالة كتبها اسير فلسطيني يحيي الجماهير الفلسطينية وحركاتها واحزابها بمناسبة الاسير الفلسطيني ..مسكين وكم هو ساذج اسيرنا فهو من زنزانتة الضيقة لا يعرف اننا بالكاد نذكر هذا اليوم.. واغلب من يذكره يخاف منه ويتحاشي اي عمل جماهيري في هذا اليوم.. افتتاحيات الصحف تتمنى تسونامي او زلزال حتى لو في الدول النامية لكي تكتب عنه.. ولا تكتب عن يوم الاسير...وتكتفي بنشر بيان صادر عن منظمات حقوقية..
الاحزاب تنظم فعاليات ليوم الجلاء هربا من يوم الاسير !
اللهم الا نشاط تقوم به حركة ابناء البلد وهو ندوة بهذة المناسبة ... وباقي النشاطات تؤجل ليوم اخر كتظاهرة يو سجن شطة يوم الاربعاء القادم... وهذا بالطبع لا يسد الرمق ... فعاليات يوم الاسير يجب ان تتم في يوم الاسير.. وليس على مدى اسبوع ويكون يوم الاسير يتيما من اي فعاليات.. وخصوصا انه يوم جمعة كلاسيكي لاي فعالية الجميع في عطلة ودون حجة ان تجمع احد...
فغير منطقي مثلا ان يحتفل شخص بعيد ميلادة بعد اسبوع او ان نحيي ذكرى يوم الارض في الرابع من نيسان...
هل هناك هاجس اسمه يوم الاسير؟ لماذا تخاف منه الحركات والاحزاب السياسية؟ هل هو خوف من التعرض للاعتقال والملاحقة؟
لا تجعلوا يوم الاسير يتيماً احيوه من مواقعكم.
12.4.09
الاحتباس الحراري والاحتباس التحرري
في السنوات الاخيرة لا شيء يأتي بمعاده , لا أنا ولا زهر اللوز ( ليس هذا ما يجمعنا فقط)...لا اعرف ان كان تخلفي عن المواعيد هو بسبب الاحتباس الحراري ولكن زهر اللوز كذلك, على الرغم من قدوم اللوز المبكر, فإنه عديم الطعم.. او بالاحرى لا يحمل ذلك الطعم الذي يفي بمظهره الجميل...
طبعا هذا يعود بسبب الإحتباس الحراري, (وهنا تفقع لامبة حمراء منذرة ومحذرة من مخاطر اللاحتباس الحراري) ,وما يقلقني فيما يتعلق بالاحتباس الحراري هو انتقال هذة الظاهرة الى البشر...!
جيل كامل سيولد قبل أوانة ... جيل سباعي, لم يكمل التسعة اشهر.. ضعيف البنية, يرضع مسحوق الحليب , وينطرب على موسيقى الاعلانات التجارية!
الاهانة الكبرى هي ان هذا الجيل سيأتينا بالحرية والعدالة طبعا ... ولا اعتراض على حكم الله ! ولكن منذ الازل وزلام تهز الحيط (للجنسين) -رضاعنة من حليب امها - عانت من الاحتباس التحرري وهي تحاول تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية التي ستتحق يوما ما وعلى ما يبدو على يد السباعيين ...
ويا جماعة البشر ذوي التسعة اشهر ونظام الاكل الطبيعي والصحي.. لكم الخيار في البهدله ! بهدلة ان تتركوا التحرير لرجال يقل معدل اوزانهم عن 50 كيلو وبهدلة يومية حتى ذلك الحين ... او ببساطة نعطي حيز للشنب !
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)