قرار حكومه اسرائيل بوقف إطلاق النار أحادي الجانب هو رصاصه رحمة في عنق اسرائيل وعملائها, بعد 22 يوم من العدوان على غزة لم تحقق اي انتصار استراتيجي يذكر, فسوقت عدوانها, بانها لا تريد ان تحقق انتصارات استراتيجيه,ولم تقضي على حماس, فإدعت انها لاتريد القضاء على حماس وانما لجمها وتلقينها درس... وحماس على ما يبدو لم تلجم ولم تتعلم درس اسرائيلي, اسرئيل ادعت انها تريد ان توقف الصوريخ التي" تهلع" الاسرائيليين مده 8 سنوات..ولكن هذا لم يتحقق ايضا... وجلعاد شليط لم يعد.
فلا يمكن لاسرائيل بعد ثلاثه اسابيع والاف القتلى والجرحى ودمار شامل في غزة ان تغيير مطالبها واهدافها الى اهداف من السهل تحقيقها ليسمى ما ستحققه انتصار...فأفضل قرار هو وقف اطلاق النار بشكل احادي الجانب.. وخاصه في هذه الفتره بالذات..فكانت اسرائيل بحاجه ان تتخذ هذا القرار وهي في اوج تأييد الشارع الاسرائيلي والبيت الابيض لها...استمرار العدوان بدون اهداف معلنه ومحدده جديده بما ان الاهداف القديمه لم تتحقق سيجعل من حكومه اسرائيل مهزله في عيون الشعب الاسرائيلي الذي ارسل ابنائه الى غزه " لكي يتخلصوا من العرب"..سيكون استخفاف بمطالب الشعب الاسرائيلي الذي سيذهب الى صناديق الاقتراع في برد شباط القادم...
العدوان على غزه رفع من معنويات الشعب الاسرائيلي.. وبالطبع ازداد وقاحه وعنصريه وهمجية وبالطبع هذا ما جعله اكثر وحده وتكاثف (بما ان نصف العالم واخته ضدهم)... وكما تعلمت اسرائيل من التجربه اللبنانيه الاولى والثانيه انه كلما طالت حمله " العليهوم قلبت عليهم" ... فستبدأ التوابيت بالعوده الى تل ابيب وعندها ستتغير كل قواعد التكاثف.. ويتزعزع الراي العام الملتف حول الحزب الحاكم في "العليهوم" على العرب.
فكان قرار اولمرت وقف اطلاق النار في غزه ما هو الا توفير مذله واهانه... ان تتخذ قرار بشكل احادي الجانب هو تجاهل للجانب الاخر وغالبا ما يكون هو الجانب الضعيف , فهل سترضى ان تكون حماس الجاب الضعيف طبعا لا.. فهي سوف تضرب فقط لكي تثبت انها مازالت تستطيع المقاومه, وانها ما زالت صامده قويه في معركتها عندها ستدعي اسرائيل انه هي المسكينه وهي الضحيه...بما ان العرب هم الذين هاجموا اسرئيل بعد وقف اطلاق النار...
هذا الى جانب المكسب الانساني الذي خسرت به الكثير من النقاط...فستدعي اسرائيل انها اوقفت اطلاق النار لدوفع انسانيه...
وتخفف من المظاهرات امام سفاراتها في اوروبا..
كان من المهم لاسرائيل ان تنهي " المأزق الغزااوي قبل انهاء ولاية بوش ودخول اوباما...خلال العدوان على غزه استطاعت ان تخلق بلبله واحراج لامريكا وعلاقتها الوطيده مع اسرائيل, ولكن كل هذا لايهم فإذا
لم تستحي فإفعل ما شئت نظرا لان بوش في اخر ايامه... ولكن ماذا مع اوباما فارس احلام الشعوب الفقيره والاقليات المضطهدة...فاوباما الذي وعد بتغيير سياسه امريكا الخارجيه والتي هاجمها كثيرا في حملته الانتخابيه... سيشمر عن ذراعه ويطلب من اسرائيل وقف اطلاق النار والانسحاب من غزه... لانه اكثر موضوع حار... فلا يمكن لاوباما ان يتجاهل ملايين المتظاهرين في العالم, ولا يتخذ اي قرار يليق بالمخلص القادم. وبالطبع هذا القرار اسهل بكثير من الانسحاب من العراق... واسرائيل اذكى بكثيرمن ان تكون ضحيه لانجازات اوباما الذي يريد ان يثبت لمصوتيه انه لم يخيب امالهم...والذي يسعى لتغيير جذري في سياسه امريكا الخارجيه وخاصه مع اسرائيل التي قليلا وستستفرد به... "وتلقنه درس اسرائيلي".
جانب اخر من قرار وقف اطلاق النار احادي الجانب هو الانتخابات الاسرائيليه التي على الابواب...بما ان الشعب ملتف اليوم ملتف حول الحزب الحاكم ويؤيده فأولمرت لا يريد ان يضيع من بين يديه الاف المصوتين الذي سيخسرهم اذا ما تذييلت هذه المجزره ايام الانتخابات وظهرت حقائق لا تريد اسرائيل اخراجها ولكن بما ان الاحزاب الكبيره على علم بما يجري في غزه فلن يكون اي رادع امامها في الرقص عللى دم ابنائهم وفضح قاده وعمليات قد فشلت فقط من اجل ان يكسبوا اصوات... وهذا سيجعل من غزه 2009 ديجافولبنان 2006
ومبروك كسبناها بضربه نوك اووت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق