السبت صباحاً , الشمس اشرقت بثقة, وقف تساقط الامطار, على بالي أصور شجرة برتقال.. ذاك البرتقال الذي كتب عنه غسان كنفاني.
لبست ما توفر من ملابس دافئة فأنا لا أثق بشمس شباط . بالسيارة نحو اقرب كيبوتس يزرع البرتقال في بياراته... فبرتقال فلسطين يزرع اليوم في المستوطنات الاسرائيلية... ليكون منتوج العلم, الايقونه الاسرائيلية في العالم .
البياره الاولى التي صادفتها كانت الطريق اليها موحلة ومن الصعب التقدم اليها... رغم محاولاتي بأن اصنع جسرا خشبيا فوق جدول مياة امطار يحيط في البيارة..
فحتى لو عبرت الجدول ساغطس في وحل البيارات... عودة الى السيارة مع كوم وحل قد تراكم على الحذاء... اسوق السياره وعيوني على جوانب الطريق أبحث عن بيارة برتقال ... فوجدت نفسي هذة المرة في ارض جدي وابي...في (حمامة) وهي الارضي الزراعية لقريه المجيدل المهجرة...
لن يمنعني اي شيئ من دخول البيارة هذه المرة . بيني وبين بيارة البرتقال كرم لوز في غاية الروعة والجمال... ولكن جماله مجرد من اي احاسيس ترافق تفاعلي مع اي شي جميل... فهو من صنف احتلال, وبالذات انه على ارض جدي, فكيف له ان يكون جميلا...
التقت بعض الصور لشجرة البرتقال واخرى لنوار اللوز... وبما انني في المنطقة علي ان أبحث عن بئر الماء التي اهتم والدي ان يأخذني اليها وانا صغير.. ولكن الوحل والاعشاب العالية منعتني من الوصول اليها... كم احتقرت نفسي وانا اقفز من على بوابة البيارة دون ارى البئر ... احتقرت نفسي لأني لم استطع الوصل حيثما وصل والدي المشلول...فالشلل في قدميه لم يشل ارادته, وعلى ما يبدو حتى هذا لم ارثة من والدي... احتقرت نفسي لاني ابحث عن برتقال غسان في بيارات الكيبوتس... احتقر الاحتلال الذي اتى بي الى هذا الحال
هناك تعليق واحد:
على اساس انه مات!
:)
إرسال تعليق