فتح باب المدخل , اطفاله في الصالون يشاهدون التلفزيون, إمرأته خرجت من المطبخ فور شعورها بعودته إتكأت على الباب تنتظر ان يتكلم, ان يمسي عليهم ان يحضن الاطفال ويقبلها, تنتظر ان يعطي تفسير لغيابه الطويل اليوم , لماذا هاتفه مغلق طوال النهار, لماذا لم يذهب العمل كما قال لها زملائه حين سألتهم عنه.
يخرج من جيبه محارم ورقية ويمسح العرق عن وجهه الذي يتصبب عرقاً واحمراراً, احمرار يميل الى الغضب.
- اقلقتني عليك حبيبي!
وكأنه لم يسمعها.. يتامل جدران البيت,الصور, المكتبة , الاطفال وزوجته ويخرج بسرعة...
- سعيد, سعيد وين رايح استنى ,سعيد...
تذهب مسرعة الى المدخل ولكنه اختفى وكأن الدرج قد ابتلعه, فتدخل الى البيت, طفليها ,أمل ومحمود يقفا على المدخل يحاولوا ان يفهموا ماذا يحدث
- وينه بابا؟
تركع على ركبتها وتضمهما اليها , وتاخذ بهما الى النافذة علها تراه... وفعلا تراه, من شباكها في الطابق الثالث رأته يتناول صندوقين من الكرتون من المتجر الذي في العمارة المقابلة ويدخل بهما الى البيت...
لم تمر اربع دقائق كما عودها دائما من مدخل العمارة الى مدخل البيت ولكن هذة المرة دخل في الدقيقة الثانية ومباشرة توجه الى المكتبه
- بابا شو جبتلنا؟
- سعيد شو السيرة؟
سعيد لم يدرك الاسئله والاصوات.
وبدأ يتأمل الكتب...تناول من المكتبة كتاب لينين , الدولة والثورة ووضعه في الكرتونة والحقه بكتب غسان كنفاني وتروتسكي... القرى المهجرة, ذهب الى التلفزيون وتناول من علية تمثال خشبي لحنظلة!
وتوجه الى الحائط المقابل واراد ان ينتزع خارطة فلسطين من على الحائط , فوضعت زوجته كفها على الخريطة مانعه منه ان يستهم في فعلته!
- احكي معي شو السيرة شو مالك .. شو صايرلك ؟
- كنت بتحقيق عند" الشاباك" أجابها وانتزع الخريطة ووضعها في كرتونة.
هناك تعليقان (2):
رائع !
شكرا رفيق!
إرسال تعليق