5.10.09

عبقرية جبرا ن

24/5/61 ن.
اذا اومت اليكم القحبة فاتبعوها,وان كانت مسالكها منحدره..
اذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها,وان جرحكم السيف المستور بين ريشها..
اذا القحبه خاطبتكم فصدقوها, وان عطل صوتها احلامكم وبددها كما تجعل الريح الشماليه البستان قاعا صفصفا...
*****
لانه كما ان القحبه تكللكم,فهي ايضا تصلبكم..
وكما تعمل على نموكم,هكذا تعلمكم وتستاصل الفاسد منكم..
وكما ترتفع الى اعلى شجرة حياتكم فتعانق اغصانها اللطيفه المرتعشه امام وجه الشمس,هكذا تنحدر الى جذورها الملتصقه بالتراب وتهزها في سكينة الليل..
****
القحبه تضمكم الى قلبها كاغمار حنطه.
القحبه على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.
القحبه تغربلكم لتحرركم من قشوركم.
القحبه تطحنكم فتجعلكم كالثلج انقياء.
القحبه تعجنكم بدموعها حتى تلينو,ثم تعدكم لنارها المقدسه لكي تصيرو خبزا مقدسا يقرب الى مائدة الرب المقدسه...
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركو اسرار قلوبكم,فتصبحو بهذا الادراك جزءا من قلب الحياة..
غير انكم اذا خفتم وقصرتم سعيكم على الطمانينه واللذه في القحبه,فالاجدر بكم ان تسترو عريكم وتخرجو من بيدر القحبة الى العالم البعيد حيثما تضحكون,ولكن ليس كل ضحككم.. وتبكون ولكن ليس كل ما في مافيكم من الدموع..
القحبه لا تعطي الا ذاتها,القحبه لا تاخذ الا من ذاتها.
لا تملك القحبه شيئا , ولا تريد ان احد يملكها..
لان القحبه مكتفية بالمحبه

اما انت اذا احببت فلا تقل:ان الله في قلبي بل قل بالاحرى انا في قلب الله
ولا يخطر لك البته انك تستطيع ان تتسلط على مسالك القحبة ,لان القحبة ان رأت فيك استحقاقا لنعمتها,تتسلط هي على مسالكك..
والقحبة لا رغبة لها الا في ان تكمل نفسها..
ولكن اذا احببت,. وكان لابد من ان تكون لك رغبات خاصه بك, فلتكن هذه رغباتك:
ان تذوب وتكون كجدول متدفق يشنق اذان الليل بانغامه..
ان تخبر الالام التي في العطف المتناهي..
ان يجرحك ادراكك الحقيقي للقحبة في حبة قلبك, وان تنزف دماؤك وانت راض مغتبط..
ان تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمسا يوم قحبة اخر..
ان تستريح عند الظهيره وتناجي نفسك بوجد القحبة.

ان تعود مساء الى منزلك شاكرا:
فتنام حينئذ والصلاة لاجل من احببت تتردد في قلبك, وانشودة الحمد والثناء مرتسمه على شفتيك...

ليست هناك تعليقات: