21.10.08

هذه مدينتها

يصل الباص إلى مشارف القدس , تغلق كتابها وتتأمل المدينة , المقبرة ما زالت على اليمين وعلى اليسار كالعادة عشرات من الناس على أخر محطة هروب من القدس. تنزل سماعات جهاز mp3 عن أذنيها وتضع الكتاب في حقيبتها.
وصلت سعاد إلى القدس. حاملة حقيبة ملابسها على كتفها وبيدها حقيبة صغيره لأشيائها الصغيرة وتنضم إلى المدينة طوابير ونقاط تفتيش...تضع حقائبها على اله الكشف عن الارهابيه وعند عبورها الجهاز الكاشف عن الارهابيه تصدرالاله صفيراُ عالي...تتوقف خطى سعاد دون أن تنظر إلى الحارسة التي تقول لها بلكنة عبرية روسية: هذا من حزامك...أنا متأكدة من ذلك. سعاد تحمل حقائبها من على الاله دون أن تنظر إلى الحارسة, عيونها على شارع يافا الملاصق للمحطة .تخرج وتحاول إيقاف تاكسي ليأخذها من المحطة المركزية إلى غرفتها الصغيرة
بعد أن فاوضت سائقين على الأجرة وأوقفت أخر وجهته غير وجهتها, تصل إلى غرفتها تفتح الباب وترمي بحقيبة ملابسها على الأرض وبالصغيرة على سريرها تفتح شباك الغرفة وتستنشق الهواء دون تستنشق المنظر الخارجي... تفتح عينيها على الجهة اليسرى من النافذه... لقد أكل ذاك الغراب كسرات الخبز التي وضعتها قبل شهر عندما أقبلت إلى زيارة أهلها في البلد. تترك الشباك وتجلس على السرير ظهرها منحني إلى الخلف متكئه على ذراعيها وتتأمل الغرفة . كل شيء مكانه على الطاولة ثلاثة كتب فوق بعضها الكبير من تحت والكتابين الصغيران من فوق, كتب كانت قد استعانت بها في بحث قدمتها إلى الجامعة يوم قبل ان تترك القدس. غبار على رسمه قد وضعتها على خزانه صغيره جانب السرير, تمسح بإصبعها ما تراكم منه على الإطار...فنجان القهوة ما زال على حافة الشايش
تتنهد طويلا وتبتسم ...
تستلقي على السرير... وتهاتف صديقها لتخبره أنها للتو قد وصلت , نقاله مغلق.
تعود إلى الشباك وتتأمل المدينة...
هذه مدينتي... في هذه المدينة لا أحد حر سواني... لا ذلك الشاب العربي الذي بحاجه إلى تصريح لا يحصل عليه , تصريح لأي شي سيقوم به في هذا اليوم.. في كل يوم...ولا ذلك الجندي الإسرائيلي يشعر بالحرية التي سلبها منه نظام دولته فهو يخاف من أي شيء من كل شيء... يمكن أن ينفجر.. أو من طفل عربي يقفز إلى الشارع وراء كرة . هنا ارسم ما أشاء... ومتى أشاء.. دون لماذا... هنا اكتب دون ملهم ينّكد علي صباحي... هنا امشي في المطر دون أن اشعر بالبرد وكأن المطر عندما يسقط على كتفي يتبخر ليكون هاله من حولي تحميني من عيون الناس, من سهامهم ,من عصبيتهم ومن جهلهم. هنا أستطيع أن احلم أن أفكر...أن افعل ما أريد
الهاتف النقال يرن ليقاطع حديثها مع ذاتها...
- الو .. آه يما إسى إسى وصلت.... لو إستنتي شوي زغيري كان إتصلتلك...أطمني كلشي تمام... يلا باي
تخرج اللابتوب من حقيبتها وتكتب...وصلت ألان إلى القدس احمل حقيبة ملابسي على كتفي وبيدي حقيبتي الصغيرة...

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

برد المدينه دافئ. لن تهجر المكان حتى لو اضطرت لارتداء معطفها اثناء نومها.
سعاد

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

بانت سعاد !

غير معرف يقول...

هسا وحياتك ما اخترت هالاسم الا عشان تبيّن سعاد وتكتب هالتعليق؟
سعاد

الناطق بلسان الباب الاخر يقول...

سعاد كان لازم تبين من زمان بس بيظهر اني ما ناديت عليها من قبل...