
22.12.09
لافتات

20.12.09
مجمع الاغبياء
19.12.09
12.12.09
8.12.09
في ذكرى الانطلاقة
6.12.09
زي ال 140
3.12.09
عذراً, مصاري
30.11.09
أحد مضى
28.11.09
الغزالة
23.11.09
مكان مكاتك

17.11.09
مسرحية سخنينية 2
16.11.09
مسرحية سخنينية
14.11.09
تبولة راسا
7.11.09
حلّي حال
5.11.09
بعرض اختك استقيل
3.11.09
عن عشيرة البلدية
2.11.09
عنصرية الحرامية

31.10.09
صابون برائحة النكبة
29.10.09
جدلية سليمان

28.10.09
رسائل شعبين


ويقول ثائر في رسالته: اخيرا وصلتني فحوى رسالة "روبي دملين" والدة الجندي ديفيد وهو احد جنود جيش الاحتلال وديفيد هو من احد الجنود العشرة الذين قتلوا في العملية التي حكمت على تنفيذها بأحد عشر مؤبدا بعد منع مصلحة السجون إيصال الرسالة التي ارسلتها روبي الى عائلتي مطالبة بالرد عليها..
فحسب قولها رأيي يهمها لانه يؤثر في شعبي الذي لا يزال يتغنى بالعملية، لا استطيع مخاطبة والدة الجندي مباشرة ليس لعدم امكانية تمرير الرسالة من داخل المعتقل بل لان يدي ترفض الكتابة لنهج لا يعبر في جوهره الا عن سياسة الاحتلال الذي يرفض التسليم بحقوق شعبنا. والحاجز الذي تخطته (والدة الجندي الاسرائيلي القتيل) في الكتابة لي حسب تعبيرها لن استطيع بدوري اجتيازه لان الانسان قضية وموقف يعبر من خلاله عن هذه القضية وبالتالي لا يمكن لي مخاطبة من يصر على مساواة المجرم بالضحية ومساواة الاحتلال بالشعب الواقع تحت سياطه.
وحصرا الخص كلماتي للرد على اهم ما ورد في الرسالة..
تقول والدة القتيل ديفيد:انه لم يرغب في الخدمة في الجيش الاسرائيلي لانه يؤمن بالتعايش والسلام.
لم تبرر روبي ما الذي دفع الجندي ديفيد للخدمة العسكرية لاحقا.
ويبدو ان حالة روبي تعكس حالة التفكك في المجتمع الاسرائيلي فهي لم تعرف حقيقة ابنها الذي لم يساهم في اذاقة شعبنا الويلات وحسب بل نصب نفسه في مقدمة القتلة.
وتقول روبي: ان الجنود الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها للشعب الفلسطيني.
ورغم ان ابنها تجاوز الـ28 عاما ويدرس الفلسفة في احدى الجامعات الاسرائيلية تدعي روبي ان ابنها وامثاله لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها لشعب متناسية ان معاناة هذا الشعب واشلاء شهداء هذا الشعبلم تترك بقعة على الارض لم تصلها..
وتدعي انني في السجن ومن الممكن ان ارى في يوم ما العودة الى عائلتي واما ابنها فمات ولا يمكنه العودة.
وتعتقد انني امثل قضية فردية لا قضية شعب تقدم على مذبح حريته فيبدو انها تتحاشى معرفة عدد الشهداءالذين قضوا من ابناء شعبي وهي لا تعلم ان الاف الاسر من شعبي عاشوا ويلات فقد الابن والاب والام والاخ والاخت..
وتشير الرسالة الى ان حل الصراع لا يمكن دون الحوار والمصالحة وان القتل لا يمكن ان ينتج سوى القتل والمعاناة. وكأن روبي تعيش على كوكب آخر متناسية ان الشهيد ابو عمار دعا للسلام قبل 35 عاما وقتل اخيرا بأيدي قادتهم المنتخبين من قبلهم.
وان القيادة الفلسطينية رضخت لموازين القوى المجافية وشروط المجتمع الدولي المنحازة على حساب حقوقنا التاريخية ورغم ذلك لن تجد اذانا صاغية للحكومات الاسرائيلية من اقصى اليمين الى اخر ما يسمى باليسار بل تشير المعطيات ان مراحل مد الثورة شهدت تراجعا في استيطانكم اكثر من حالات الجزر ووصولاللتفاوض.
وان اتفاقات السلام الموقعة منذ عشرين عاما ولم تجد اي التزام منكم رغم التزام القيادة الفلسطينية به وبما تبعه من اتفاقيات.
واذكّر ام الجندي ان مدرسة التاريخ اثبتت ان الشعب الذي لا يقاوم الاحتلال بكل الوسائل وخاصة المسلحةمنها لا يمكن ان ينتزع حقوقا ولكم عبرة في حلفائكم الاميركيين الذين لم يجروا ذيول هزيمتهم من فيتنام وان جيشكم لم ينسحب من لبنان الا بالمقاومة والبطولات فتعلموا من تجارب التاريخ وارفعوا ايديكم عن ارضنا وشعبنا وهوائنا والا فان قتل القتلة واجب علينا التمسك به.
تقول والدة الجندي علينا التخلي عن احلامنا لاجل السلام.
هذا تعبير وقح يساوي بين الاحتلال المجرم الذي طرد شعبنا من اراضيه عام 48 وبين شعبنا المشرد في أصقاع الأرض، مقارنة تساوي بين القاتل والحصار وعلى سرقة ارتكبها وشعب متهم انه فلسطيني ولد على هذه الارض، مقارنة بين صاحب الارض والممتلكات الذي طرد الى لبنان سوريا والاردن وبقية المنافي، وبين الاثيوبي والصومالي والروسي والاميركي والاوروبي الذي تخلى عن وطنه بحثا عن المكاسب المادية ويقيم على انقاض شعب آخر.
وتقول روبي انها انضمت لحلقة الاباء الفلسطينيين والاسرائيليين لاجل السلام بعد وفاة ابنها وهو تجمع للاهالي الذين فقدوا أبناءهم على مسرح الصراع مصرة على تشبيه شهدائنا مع قتلاهم مقارنة بين اصحاب الحق المدافعين عن حقوقهم وبين المحتلين، وتطالبنا والدة الجندي بالتخلي عن احلامنا وهي حقوقنا التاريخية المجبولة بالدماء ودماء الاجيال المتعاقبة وتضعها في ذات السلة مع احلامهم القائمة على الاحتلال والاستغلال والعنصرية والدم.
تقول روبي: نأمل في ظل السلام....
كما رفضت مخاطبة ام الجندي مباشرة لا يمكنني ان آمل اللقاء بها في منزل شرد منه واهله تحت النيران والقذائف الى المنافي في النبطية وصبرا وعين الحلوة وباقي المخيمات لا يمكنني اللقاء بمغتصب ارضنا على ذات الارض المغتصبة.
ان السلام يعني اعادة الحقوق لاصحابها دون ان يتعاطى والاعتذار والتعويض من الالام والمعاناة التي سببها الاحتلال، ولا يمكن للسلام ان يتحقق بالقفز عن هذه الحقوق وشطب تاريخ معمد بالدم والتضحيات.
تقول روبي: انا اعرف ان ثائر نفذ العملية كجزء من النضال والحرية والعدالة واقامة الدولة المستقلة
نعم لهذا نفذت العملية وليس حبا للقتل، علما ان للقتل والعنف ضرورة فرضها الاحتلال بممارساته ولن احيد عن هذه الطريق ما دام الاحتلال واقعاً، وبما انك تثقين ان كلماتي ستلقى الصدى لدى شعبي، اقول لهم وللعالم اجمع ان لا تراجع عن حقوقنا ولا انحراف عن طريقنا وان طاولة المفاوضات تتويج للعنف الثوري والمقاومة المسلحة وليس بديلا عنها، فالاحتلال لا يمكنه التسليم بحقوقنا دون ان يدفع ثمن احتلاله باهظا ما يجبره على التسليم بهذه الحقوق، وان كل اشكال الاحتلال والاضطهاد الى زوال وسيعم فجر الحرية والعدالة الاجتماعية والقيم الانسانية".
رد ثاتر حماد على رسالة روبي تركها مصدومة فلربما بحثت عن منحنى شخصي ولكنها لم تجده او انها بحثت عن ندمه , ليقودها الى ندمها, ندمها على تشجيعها لأبنها على دخوله الى الجيش, ولم تنجح في تطهير اسم ابنها... فكتب رسالة ثانية لثائر "
"أنت كتبت ان ديفيد ذهب الى الجيش لكي يقتل, ولكن هذا الشاب الذي قضى غالبية وقته في محاولة تغيير التاريخ بواسطة التربية, قال " فيما لو ذهبت الى الاحتياط سأتعامل مع الجميع باحترام وكذلك سيتصرف جنودي". وانا اعتقد ان هذة الكلمات ليست لأنسان عنيف. أنا أعتقد انها كلمات إنسان واضح له انه ليس من المفروض فينا ان نكون في المناطق المحتلة. بعد أن قتلت ديفيد قابلت فلسطيني الذي قالي لي انه تحدث مع ديفد قبل مقتله بيوم وأنه أسف لسماع خبر قتله. هذا هو الجانب الإنساني للصراع. وأنت قلت انك قتلت 10 جنود ومواطنين من أجل انهاء الصراع, أتظن انك غيرت شيئ؟ أنا أعتقد ان قتل البشر, من الجهتين, يزيد من العنف فقط".
وفي اسفل الجبل الذي تمركز فيه ثائر عند الساعة الرابعة فجرا كان حاجز لجنود الاحتلال يسمي حاجز عيون الحرامية نسبة للمنطقة ووعورتها، وركز ثائر البندقية من جذع زيتونة وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وإطمأن ان المخازن الثلاثة ذات سعة الثماني رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي حددها لنفسه.
أمضي ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 ـ 150 مترا هوائيا الي الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده الي السادسة صباحا واشرقت الشمس وبات كل شيء واضحا اطلق رصاصته الاولي علي جنود ذلك الحاجز الذي كان يذيق ابناء المنطقة الوان الاذلال والقهر.
وحسب رواية ثائر كان هناك ثلاثة جنود يحرسون الحاجز فسدد على الاول فاستقرت الرصاصة في جبهته، فعاجل الثاني برصاصة استقرت في القلب قبل ان يكبر ويطلق رصاصته الثالثة لتردي الجندي الثالث قتيلا، وعلى صوت الرصاص خرج جنديان آخران من غرفة الحاجز مذعورين يحاولان استطلاع الأمر، وقال ثائر: لم اجد صعوبة في الحاقهما بمن سبقهما ومن داخل الغرفة ذاتها رأيت سادسا كان يصرخ مثل مجنون اصابه مس المفاجأة كان ينادي بالعربية والعبرية ان انصرفوا وهو يدور في الداخل كان سلاحه بيده ولم يطلق في تلك اللحظة الرصاص، لاح لي رأسه من النافذة الصغيرة اطلقت عليه رصاصة وانقطع الصوت وساد سكون الموت منطقة الحاجز برهة، أعتقد انني عالجت أمر الوردية بست رصاصات، وفجأت وصلت الي المكان سيارة مدنية اسرائيلية ترجل منها مستوطنان اثنان صوب الاول سلاحه وقبل ان يتمكن من الضغط على الزناد كان تلقي رصاصة وسقط صاحبه الى جواره مع ضغط الزناد التالي.
وحسب ثائر مضت دقيقتان قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية لتبديل الجنود، وما ان اتضح للضابط ومجموعته الأمر حتى ترجلوا وتفرقوا واخذوا يطلقون الرصاص على غير هدى في كل اتجاه.
وقال ثائر بان موقع الحاجز في اسفل الجبل مكنه بشكل جيد في تحديد اهدافه، فعالج امر هؤلاء الجنود بالتزامن مع وصول سيارة اخرى للمستوطنين وشاحنة عربية أجبر سائقها على الترجل الا ان ثائر تمكن من اصابة المستوطنين الي جانبه من دون ان يمسه هو بأذى. ويتذكر ثائر الذى يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا كيف وصلت مركبة مدنية اسرائيلية لاحظ ان بداخلها امرأة اسرائيلية مع اطفالها ويقول كانت في نطاق الهدف، ولكنني امتنعت عن التصويب باتجاهها بل صرخت فيها بالعربية والعبرية ان انصرفي خذي اطفالك وعودي ويذكر انه لوح لها ايضا بيده طالبا منها الابتعاد، وبعد ذلك انفجرت بندقيته (التي لا تحتمل اطلاق الرصاص منها بشكل سريع لقدمها) وبين يديه وتناثرت في المكان ما اجبره عليى انهاء المعركة بطريقة مغايرة لما خطط لها، كان قد اطلق بين 24 و26 رصاصة فقط من عتاده المكون من 70 رصاصة يعتقد انها جميعا استقرت في اجساد هدفه حيث قتل 11 جنديا ومستوطنا واصاب تسعة آخرين.
وبعد انفجار بندقيته قرر ثائر الانسحاب صعودا في طريق العودة الى المنزل كان ذلك نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً عندما وصل الي بيته واسرع لأخذ حمام ساخن وخلد الى الفراش فأخذ قسطا من النوم قبل ان يوقظه صوت شقيقه يحثه على الاسراع لتحضير جنازة قريب لهما قد توفي.
وترافقا في العمل على القيام بواجب العزاء، كل شيء كان طبيعيا ولم يبد على ثائر أية مظاهر غير معروفة عنه حتى عندما بدأت الانباء عن العملية تتردد في القرية مع ما رافقها من إشاعات عن ان رجلاً مسناً هو القناص الفذ الذي نفذ العملية التي يؤكد ثائر ان احدا لم يساعده في تنفيذها او يعلم بسرها لكن مصادر تشير انه اشرك احد اشقائه الخمسة في سره.
ومع اتضاح حجم العملية فرضت قوات الاحتلال طوقا حول بلدة سلواد المجاورة للحاجز ونفذت حملة تمشيط بحثا عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام بعد ان رسمت مخابرات الاحتلال صورة لمنفذ العملية بأنه رجل كبير في السن، الامر الذي عززه كذلك وجود لفافات من التبغ العربي الذي يدخنه كبار السن عادة بعد اعداده بأيديهم عثروا عليه في المكان الذي اطلقت النار منه على الحاجز.
وعزز الافراج عن ثائر في المرة الاولى الثقة بنفسه بأنه في مأمن ولا شكوك حوله وأخذ يردد في كل مجلس يرتاده حكاية القناص العجوز الذي نفذ العملية، والذي كان يقول انه ربما انتقل الى جوار ربه ولن يقع في يد الاحتلال.
ومضي نحو 30 شهرا على العملية عندما تسلمت عائلة ثائر أمرا من المخابرات يطالب ثائر بمراجعتها ولكنه لم يراجع كان ذلك قبل اسبوع من مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم 2/10/2004 يومها بدا واثقا من نفسه وطمأن والدته والعائلة بأنه سيخرج بعد ايام قليلة لأنه لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله ولا شيء ضده.
ولم يطل المقام عندما نشرت صحف اسرائيلية صبيحة 6/10/2004 نبأ القاء القبض على قناص وادي عيون الحرامية وانه ثائر حماد.
وترافق اعتقال ثائر مع اعتقال ثلاثة من اشقائه هم نضال واكرم وعبد القادر الذي اعتقل قبله بعشرة ايام فيما ترافق اعتقال الآخرين مع الكشف عن العملية. هذا وبعد 30 جلسة من المحاكمة حكم على ثائر بالسجن المؤبد 11 مرة .